المراه
أقف أمام المرآة أنظرُ فلا أرى نفسي ولا أجد رسمي
هل انا حقا انا
ذاك الشعر الشائب ليس شعري فاصبر
وهذا الوجه الشاحب ليس وجهي فأبطر
هل هذه الأنفاس الشاحذة أنفاسي
لست أنا من أراه امامي
أيامي تفعل هذا ام سار بي العمر
صبري اشعله متقدا فيعميني دخان الصبر
سجائري المنثورة رمادا يشتعل به الجمر
عيوني المغمضة لم ترى أياما مسرعة تمر
السكون الغريب من حولي إشارات لم تثمر
اوقد يصل الإنسان صعوداً لقاع البئر
ما عدت اعرف وجهتي
اطريق إلى الحياة به امشي
أما إني امشي طريق القبر
ضاعت خارطتي مني ضاعت بوصلة السفر
جهاتي الأربعة ما احتوتني ضاع من يدي الأمر
وجهة خامستا احتاجها احتاج حل للضجر
تقيديني أفكاري تأسرني اوهامي
فيا ربي الهمني الصبر
معتم هذا المكان وضئيل ضوء القمر
انا ما أنا لست الشخص الذي يتملكه الكدر
افراحي ما عاد في افراحي سرور
طوق نجاتي مثقوب فيصعب العبور
حضر ربيعي وغاب ما تفتحت به الزهور
انا الامواج التي تكسر بعضها وانا بينها المكسور
انا جزيرة لا يسكنها الا المنفي من الارض من قاع البحور
انا الشاطىء الحزين بلا مرسى في ميناء الصخور
انا الصمت الذي لا يتكلم وانا الكلام بلا شعور
انا قصيدة محترقة مابقي منها إلا سطور
أمضي بأيام العمر ام اني بها احير
صغيرا تركت نفسي خلفي
اليوم ما وجدت في نفسي ذكرى للصغير
أقف أمام مراتي لا شئ أملكه سوى الذكرى
وهاتي الذكريات التي لدي منها الكثير
تغيرني تجاعيدي فاكتب عن أي تغيير؟
يتجمد الدم بعروق أوردتي هماً
ويتجمد غماً فوق حروفي التعبير
هذي الآلام تسحقنا تميتنا تقتلنا
فماذا ينفعني وما يفيد التفسير
لست أنا الذي اعرفه لا
ولست احترف التفكير
وليس هذا طريقي الذي سلكته
وليس أعرف إلى اي هاوية اسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق